مدينة بغداد هي عاصمة الجمهوريّة العراقيّة، ويبلغ عدد سكانها وفق إحصاءات عام ألفين وثلاثة عشر، ما يقارب الثمانية ملايين نسمة، وتعتبر هذه المدينة هي ثاني أكبر مدن الوطن العربي من حيث التعداد السكاني، وقد أطلق أسماء عديدة، منها اسم دار السلام، وأيضاً مدينة السلام، ووادي السلام، ومدينة المنصور، ومدينة الزوراء، إضافة إلى المدينة الصيادة.
سبب بنائهاقام أبو جعفرٍ المنصور ببناء مدينة الهاشميّة في الاتجاه المقابل لمدينة ابن هريرة، حيث يفصل بين المدينتين طريق عريض، وإلى جانب مدينة أبي جعفرٍ الهاشميّة تقع مدينة الكوفة.
قام أبو جعفرٍ ببناء مدينةٍ أخرى أطلق عليها اسم الرصافة، والتي تقع إلى الخلف من مدينةِ الكوفة، وفي تلك الأثناء ثارت الروانديّه ( قبيلة كردية) على أبي جعفرٍ في مدينته الهاشميّة، فكَرِهَ السكن فيها لأنه لم يأمن على نفسه، فخرج منها للبحث عن موضعٍ يتخذه مسكناً له ولأهله وأيضاً لجنده، فقام بالانحدار إلى جرجرايا، ومنها سار إلى بغداد فالموصل، ثم قفل عائداً إلى موقع مدينة بغداد، وأعلن بأنها تصلح لأن تكون موضعاً لمعسكره، نظراً لوقوعها إلى جانب نهري دجلة والفرات.
اختار أبو جعفرٍ موقع المدينة على مساحةٍ مرتفعة إلى الغرب من نهر دجلة، وتحديداً عند مصب نهر الرفيل في دجلة، حيث كانت القرى المأهولة تحيط بالموقع المختار، ومن أهم تلك القرى (بغداد القديمة، والخطابيّة، وسونيا الآراميّة) والعديد من القرى الأخرى، وكانت تتميز الأراضي المحيطة بالمكان بأنّها أراضٍ زراعيّةٍ سهلة، تُسقى من مياه تُرَعٍ متفرّعة عن نهر الرفيل الذي يستمد ماءه من نهري الفرات ودجلة، وكانت تتميز تلك الأراضي بغزارة إنتاجها للمحاصيل الزراعيّة.
كيفية بنائهاتم العثور في خزائن جعفرٍ المنصور على الكتب التي توضّح المبالغ التي أنفقها في بناء دار السلام، وأيضاً جامعها الشهير، إضافة إلى أسواقها، والقصر المذهّب فيها، والخنادق والأبواب، إضافة إلى القباب والفصلان، والتي تقدّر بحوالي أربعة آلافٍ وثمانمئةٍ وثلاثين من الدراهم، ومبلغ آخر خُصّص للبنّائين الذين عملوا في المدينة، والذين كانوا يأخذون يومياتهم قيراطاً من الفضةِ، وحبتين إلى ثلاث حباتٍ من الروزكاي كأجورٍ لعملهم.
بُنيت مدينة بغداد على شكل دائري، حيث كان يصل قطر المدينة نحو ألفين وستمئةٍ وخمسة عشر متراً مربعاً، وأُحيطت المدينة بخندقٍ كبير إضافة إلى سورين تفصل بينهما مساحة واسعة.
قام أبو جعفر المنصور برسم طرقات وأزقة المدينة، حيث كانت تلك الطرق أو السكك مستقيمة الشكل، وتمتد من مكان السور إلى مساحةٍ واسعةٍ رحبة في وسط المدينةِ ذات الشكل الدائري.
المقالات المتعلقة بكيف بنيت بغداد